بقلم الباحثة/ أمانى إسماعيل محمد
ماجستير فى الاقتصاد والعلوم البيئية - جامعة عين شمس
تمهيد:

يتطلب تحقيق الأمن الغذائى الاعتماد على مصادر محلية مستدامة لتوفير غذاء بروتينى بأسعار مناسبة ، وتبرز الأهمية الاقتصادية لقطاع الثروة السمكية فى مصر حيث يشكل الإنتاج السمكى جانباً هاماً من الإنتاج الزراعى ، وبالتالى الإنتاج المحلى. وقد مثل صافى الدخل من القطاع السمكى فى عام 2011 حوالى  15.3 مليار جنيه بنسبة وصلت إلى 8.53 % من إجمالى الدخل الزراعى[1] ، ونسبة قدرها 42.9 % من إجمالى الدخل الحيوانى.
جدول رقم (1) بالملحق الاقتصادى.

يشهد الواقع أن مصر غنية بالمصادر المائية الصالحة للإنتاج وتنمية الثروة السمكية بها ، فيوجد فى الشمال البحر المتوسط والبحيرات الشمالية ، وفى الشرق البحر الأحمر ، وفى الغرب بحيرة قارون ووادى الريان ، وفى الوسط نهر النيل ، وفى الجنوب بحيرة ناصر،  وقد حبا الله مصر بأنواع كثيرة من الأسماك ، ما بين أسماك المياه العذبة وأسماك المياه المالحة وأسماك المياه الشروب وأسماك الاستزراع السمكى المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، تعتبر محافظة الشيخ الأولى على مستوى محافظات الجمهورية من حيث الإنتاج السمكى.
جدول رقم (2) بالملحق الاقتصادى.

حيث بلغ الإنتاج السمكى  حوالى 598 ألف طن  بنسبة 43.6 % من الإنتاج الكلى  يليها فى المركز الثانى إنتاج محافظة بورسعيد بحوالى 172.5 ألف طن بنسبة 12.57% ثم فى المركز الثالث محافظة البحيرة بإنتاج قدره 122.5 ألف طن بنسبة بلغت 8.9% عام 2012، تليها فى المركز  الرابع محافظة الشرقية بإنتاج يقدر بحوالى 111.4 ألف طن بنسبة قدرها 8.12% ، و تحتل محافظة دمياط المركز الخامس بإنتاج يقدر بحوالى 87.79 ألف طن وبنسبة تقدر بحوالى 6.4% من الإنتاج الكلى لمصر عام 2012.
باستعراض جدول التطور السنوى للإنتاج من المصادر الطبيعية والمستزرعة رقم (3) فى الملحق الاقتصادى فى مصر يتضح ما يلى :-

    زيادة الإنتاج السمكى فى مصر من مصادره المختلفة ، حيث بلغ حوالى  875,9 ألف طن عام 2003 ووصل إلى  1,37 مليون طن عام 2012، بزيادة قدرها 495,9 ألف طن وبنسبة قدرها 56,6% من عام 2003 ، وترجع هذه الزيادة الكبيرة فى الإنتاج إلى الطفرة التى تبينها الإحصاءات السمكية فى إنتاج الاستزراع السمكى.
    زيادة المصيد من البحر المتوسط من 46,9 ألف طن عام 2003 ليصل إلى 69,3 ألف طن عام 2012 ، بزيادة قدرها 22,3 ألف طن ونسبة تقدر بحوالى  47,59 % من عام 2003.
    تناقص المصيد من البحر الأحمر ، حيث بلغ الإنتاج عام 2003 حوالى  70,4 ألف طن ليصل إلى 44,8 ألف طن عام 2012 ، بانخفاض حوالى 25,5 ألف طن ونسبة تقدر بحوالى  (36,2)% من عام 2003.
    تناقص المصيد من إجمالى البحيرات المصرية ، حيث بلغ 195,4 ألف طن عام 2003 ووصل إلى 173,4 ألف طن عام 2012 ، بنقص قدره  22 ألف طن ، ونسبة قدرها (11,2%) من عام 2003.
    تناقص المصيد من البحيرات الشمالية ، حيث بلغ الإنتاج عام 2003 حوالى  135,6 ألف طن ليصل إلى 128,3 ألف طن عام 2012 ، بانخفاض قدره 7,2 ألف طن ونسبة تقدر بحوالى (5,3)% من عام 2003.
    زيادة المصيد من المنخفضات الساحلية من 3,4 ألف طن عام 2003 ليصل إلى 3,9 ألف طن عام 2012 بزيادة قدرها 454 طن ونسبة قدرها  13% من عام 2003.
    تناقص المصيد من البحيرات الداخلية ، حيث بلغ الإنتاج عام 2003 حوالى 56,3 ألف طن ووصل إلى 41,1 ألف طن عام 2012 ، أى بنقص قدره 15,2 ألف طن ، نسبة قدرها (27 %) من عام 2003.
    تناقص المصيد من نهر النيل وفروعه ، حيث بلغ الإنتاج عام 2003 حوالى  118,3 ألف طن ليصل إلى 66,6 ألف طن عام 2012 ، بانخفاض قدره 51,6 ألف طن ونسبة قدرها (43,68)% من عام 2003.
    تناقص المصيد من إجمالى المصايد الطبيعية ، حيث بلغ الإنتاج عام 2003 حوالى 431,1 ألف طن ليصل إلى 354,2 ألف طن عام 2012، بانخفاض قدره 76,8 ألف طن ونسبة قدرها  (17,8)% من عام 2003.
    زيادة الإنتاج السمكى من الاستزراع من 444,8 ألف طن عام 2003 إلى حوالى 1,01 مليون طن عام 2012، بزيادة قدرها 572,8 ألف طن ، ونسبة قدرها  128,7% من عام 2003.

بدأ نشاط الاستزراع السمكى فى الأقفاص ينتشر فى مصر منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضى تقريباً، حيث بلغ عدد الأقفاص السمكية نحو 32 قفصاً عام 1986 ، أنتجت نحو 727 طناً من الأسماك.ثم أخذ هذا النشاط فى التوسع تدريجياً، إلا أنه كان يتعرض لتذبذبات شديدة فى عدد الأقفاص وفى الكمية المنتجة بسبب اعتراض بعض الجهات الحكومية وأهمها وزارة الرى والأشغال العامة والموارد المائية على تواجد الأقفاص فى المجارى المائية بحجة أنها تعيق سريان المياه فيها ، وكذلك اعتراض بعض الجهات المحلية على هذا النشاط بدعوى أنه يسبب تلوث المياه .

بالرغم من ذلك فإن هذا النشاط أخذ فى الانتشار حتى أصبح عدد الأقفاص السمكية فى مصر عام 2012 حوالى 37 ألف قفص بلغ الإنتاج منها حوالى 249 ألف طن من أسماك البلطى والعائلة البورية ومبروك الفضى والقاروص.